الجمعة، 9 أغسطس 2013

من آداب المعاشرة.. عدم الإتيان في الدبر




من آداب المعاشرة.. عدم الإتيان في الدبر

"نزل في شأن العلاقة الحسية قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْ‌ثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْ‌ثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ‌ الْمُؤْمِنِينَ}.

ولنزول هذه الآية سبب وحِكمة ذَكَرها علامة الهند ولي الله الدهلوي قال: كان اليهود يضيقون في هيئة المباشرة من غير حكم سماوي، وكان الأنصار ومن وليهم يأخذون سنتهم، وكانوا يقولون: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت هذه الآية: {فَأْتُوا حَرْ‌ثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي أقبل وأدبر ما كان في صمام واحد وهو القبل موضع الحرث؛ وذلك لأنه لا شيء في ذلك تتعلّق به المصلحة المدنية والملية، والإنسان أعرف بمصلحة خاصة نفسه، وإنما كان ذلك من تعمّقات اليهود، فكان من حقّه أن ينسخ.

فليس من شأن الدين أن يحدّد للرجل هيئات المباشرة وكيفيتها، إنما الذي يهمّ الدين أن يتقي الزوج الله ويعلم أنه ملاقيه، فيتجنّب الدبر؛ لأنه موضع أذى وقذر وفيه شبه باللواط الخبيث، فكان من حق الدين أن ينهى عنه. ولذا قال عليه السلام: "لا تأتوا النساء في أدبارهن"، وقال في الذي يأتي امرأته في دبرها: "هي اللوطية الصغرى"، وسألته امرأة من الأنصار عن وطء المرأة في قبلها من ناحية دبرها، فتلا عليها قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْ‌ثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْ‌ثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صماما واحدا وسأله عمر فقال: يا رسول الله! هلكت.. قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رحلي البارحة -كناية عن الوطء من الدبر في القبل- فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت الآية السابقة، فقال له: أقبل وأدبر، واتقِ الحيضة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق