الاثنين، 29 يوليو 2013

زوجي يعاشرني وهو كاره



الاستشارة :
أنا متزوجة من سنه وبعض أشهر ...ومرت بي وبزوجي مشاكل عديدة سببها غيرتي عليه ..وهذا لسبب طبعا وهو عدم غض بصره أبدا وكلامه مع نساء بالهاتف وهو لا يتزوج بهم ....ولا أعرف كيف أتعامل معه ..وآخرها انه امتنع عن معاشرتي ويقول لي هذا عقاب وعندما ضغطت عليه بإلحاح قال لي انه لا يحبني بل يكرهني ويجامعني كراهية ...ماذا افعل وأنا لي منه ولد ؟؟؟
الرد :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . .
نشكرك .. ونثني على صبرك لأجل الحرص على الزوجية لهذا اليوم..
أختي ..كثيرا ما يتصادف الزوجان أو أحدهما بسلوكيات في الشريك تناقض المرغوب.. الأمر الذي حدث في حالتك، فرحت تتوسلين الغيرة والمواجهة طمعا في الإصلاح ورد الاعتبار..لكن وللأسف، لم تزد الوسيلة زوجك إلا عنادا ومجانفة إلى أن أوصلتما العلاقة عتبة الانفجار..
أختي.. ليس من الحق منعك ما جبلت به أنثى، خصوصا ولغيرتك ما يبررها..فالأمر يكون ذودا عن كرامة أو حبا و حرصا على الرباط.. وليس في ذلك ما يخالف قيما أو شريعة.
هذا إذا قارن الغيرة الاعتدال وحسن الاستعمال، لكنك وللأسف أفرطت، فحادت الغيرة عن جمالها ولزومها، فتحولت إلى زوبعة.. وهل تنتظرين من  الزوبعة غير الأعاصير ؟؟ا... ثم إن الرجل في العموم يرفض الزوجة المعاتبة ، و تلك التي تريد توجيهه لإرادتها بالإرغام..
أولى بك، إعادة النظر في أسلوب حياتك مما سينعكس على سلوك زوجك معك إن شاء الله.. زوجك في وضع يستحق الشفقة والخوف عليه.. إنه  ماض في سراب وسيتحمل مسؤولية طيشه.. لا تبتعدي عنه ولا تواجهيه، بل أقبلي عليه عبر منافذ مغايرة..
انظري إلى نفسك، ولا تطمسي ربيع شبابك بآلام نفسية هدامة..غيري المألوف فيك..زينتك وما يصنعها من ثياب وعطر وتسريحة شعر..خذي لك من الوقت للمطالعة الهادفة وبعض الدقائق للرشاقة بالبيت..
اجعلي من بيتك مكانا مثيرا للجمال والهدوء..احذري إهمال ابنك، ومع كونه أمانة في عنقك، فهو وسيلة فعالة لتقارب الوالدين.. كأن تضعيه قبالة الزوج، أو تلاعبيه على مسمعه ، أو توجهي عبره معان وكلمات حب وصدق..
لا تقطعي عن زوجك السلام ويسير الكلام وطاعته في المعروف..استمري في رعايته وزودي الخدمة شيئا..احرصي على إمتاعه بأطباق جديدة له رغبة في مكوناتها...ضعي أمامه كتيبات أو أشرطة تتحدث عن حق الزوجة، عن عواقب ا لظلم والحرام....
وبين الحين والحين تحيني الفرصة المناسبة..إن استشعرت منه تغيرا وإحسانا، تقدمي إليه بلطف واستسمحيه في  الكلام.. عبري عن حبك ، عن خوفك عليه.. ابدي له تنازلاتك لأجل أسرتكما وإرضاء الله ..وإن أصر على علاقاته الطائشة..فوضي أمرك لله وشجعيه على الحلال أحسن من هدم بيتك..وقد يكون ذلك دافعا له للكف عما هو عليه والرجوع إليك بحب وتقدير..
جددي إيمانك، واعلمي أن " الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. افزعي إلى ربك في خضوع وإذلال، وألظي له بالطاعة و الدعاء..وفقك الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق